نشاطات لادي


11
تشرين الأول
2017

إلى نساء لبنان: "مطرحك الطبيعي هو البيت"!

"الأولاد مسؤوليتك وحدك... اهتمّي بعيلتك... صار لازم تنستري وتشيلي الهم عن أهلك.. تزوجي وبلا ما تعنسي وتجرصينا... مين بدو ينظف يعني... البيت وسخ لأنك مش ست بيت... لو ما غلطتي ما كان ضربك... بيحق له ما هو رجال البيت... شغل البيت عليكي وبس... شغلك بالمطبخ... كيف بتسترجي تواجهي رجال بالشغل... مطرحك الطبيعي هو البيت... أصلاً أنتي ما بتنفعي لشي......"
هي صور نمطية  انطلقت منها "الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات" (لادي) هذا الشهر، في إطار مشروع واسع النطاق لتفعيل المشاركة السياسية للمرأة. صور نمطية تبدو للوهلة الأولى صادمة للمتلقّي، صدمة قد لا توازيها سوى صدمة أنّها في الحقيقة تعكس واقع المجتمع اللبناني الذي نعيش فيه، والذي لا يزال ينظر إلى المرأة، في كثير من الأحيان، نظرة دونيّة، وكأنّها تابعة للرجل، تقلّ عنه في القيمة والمستوى والمكانة.
لكن، قد يتساءل البعض، ما علاقة جمعية تعنى بالانتخابات وديمقراطيتها بواقع المرأة ونظرة المجتمع إليها، بما أن هناك الكثير من الجمعيات النسائية المعنية بشكل مباشر بالموضوع؟
WR_HR-Still_1-(1).jpgالحقيقة أنّ مثل هذا السؤال، وإن كان مشروعًا، يتماهى مع النظرة الاجتماعية الضيّقة التي تحصر حضور المرأة في الشأن العام بالقضايا النسائية والرعائية والانسانية ذات الطابع الخيري، الأمر الذي ترفضه "لادي" شكلاً ومضمونًا، هي التي تسعى من خلال برامجها ومشاريعها المختلفة إلى الدفع بقضية المرأة إلى أن تصبح قضية إجتماعية عامة وليست قضية على هامش قضايا المجتمع تعنى بها المرأة فقط. وهذا ما تعمل عليه تحديداُ من خلال مشروعٍ بدأته السنة الماضية، بدعم من منظمة هيفوس الدولية، حيث راقبت الجمعية الانتخابات البلدية للعام 2016 من منظور جندري وأصدرت تقريراً مفصلاً وخلاصاتٍ ذات أهمية كبيرة في الانتخابات المقبلة، بالإضافة الى نشاطات عديدة أخرى، خصوصاً قبل الانتخابات، تحت عنوان "سيدات مشاركات في العمل السياسي."
من خلال هذه الحملة, تهدف "لادي" الى تسليط الضوء على العقليّة الذكوريّة التي لا تزال تتحكّم بالمجتمع، على الرغم ظواهر التقدم، عقلية لا تزال تحيّد المرأة عن المشاركة السياسية، بمعنى المشاركة في صنع القرار السياسي والاداري والتحكّم في الموارد على المستويات كافة، فضلاً عن الاهتمام والمشاركة الفاعلة في الشأن العام. صور نمطية ومشاهد وعبارات اعتدنا أن نراها ونسمعها في حياتنا اليومية، حتى باتت مقبولة لدى نسبة كبيرة من اللبنانيين.
صحيح أن المشاركة الفعالة للنساء ليست محصورة بالسياسة، ولا تتمثل بالترشح أو الاقتراع فقط، إذ أنه لكل امرأة دور وطريقة لتكون عنصراً فعالا في المجتمع، ولكن على أبواب انتخابات لم نشهدها منذ 8 سنوات لا ينفعنا سوى تسليط الضوء على أهمية الموضوع. ومن هنا، تتمثّل أهمية المشاركة السياسية للنساء باعتبارها إحدى الآليات الأساسية للتغيير الديمقراطي في المجتمع، فضلاً عن مساهمتها في تحقيق المصالح المرتبطة بالمرأة وإبراز قضاياها والدفاع عن حقوقها وانخراطها الفاعل في مسار التنمية المجتمعية بشكل عام.
WR_HR-Still_4.jpgأما المعوّقات التي تحدّ من هذه المشاركة السياسية للنساء فهي كثيرة ومتشعبة، وتشمل معوّقات سياسية وثقافية واجتماعية تتمثل بالسيطرة الذكورية التاريخية واحتكار الرجال للعمل السياسي على حساب النساء، بالإضافة الى تهميش المرأة ضمن الأحزاب السياسية وعزلها داخل الحزب وعدم اعتبارها شريكة حقيقية في صنع القرار. ويعود ذلك في معظمه الى سيطرة البنية العشائرية والقبلية والطائفية والعائلية على بنية المجتمع في لبنان بشكل عام، ما ينعكس على الأحزاب وعلى أنماط السلوك السياسي وأنظمة الحكم. وإذا كانت القوانين بحدّ ذاتها تكرّس التمييز ضدّ المرأة، لا سيما قوانين الأحوال الشخصية التي تبقي المرأة تحت سيطرة الرجل المُطْلَقة، فإنّ المعوّقات الاجتماعية والثقافية التي تواجهها المرأة لا تقلّ أهمية عن تلك السياسية والقانونية وحتى الاقتصادية، وخصوصًا لجهة اعتبار عمل المرأة كحاجة أكثر منه كقيمة أو غاية بحدّ ذاته، في ضوء المعادلة المتوارثة القائمة على حصرية دور المرأة داخل الأسرة بالدور الانجابي والرعائي في مقابل الدور السياسي والانتاجي للرجل، وكلّ ذلك ما هو إلا نتيجة لسيطرة الموروث الاجتماعي التقليدي وتحكم النموذج الذكوري بالمواقف والأنماط السلوكية ضمن المجتمع.
ولعلّ المعوّقات الخاصة بالمرأة نفسها تبقى الأكثر خطورة على الإطلاق، من حيث ضعف خبرة بعض النساء في المجال السياسي بسبب اهتمام الأحزاب السياسيّة بخلق قيادات نسائية واعتماد التهميش الممنهج للنساء داخل الأحزاب. وينعكس ذلك بطبيعة الحال، على صورة بعض النساء عن ذاتهن وضعف ثقتهن بأنفسهن وعدم وعيهن بأهمية دورهن السياسي وعزوفهن الطوعي في معظم الأحيان، خاصة في ضوء التربية التقليدية التي تلقاها معظم النساء في مجتمعنا والتي توكل الى المرأة حصراً مهام الإنجاب ورعاية شؤون الأسرة.بناء على ما تقدم، ليس إطلاق "لادي" حملتها هذه من باب الصدفة، على بُعد أشهرٍ من الانتخابات النيابية، خصوصًا أنّ قانون الانتخاب الذي أقرّه المجلس النيابي مؤخرًا لم يتضمن كوتا نسائية تسمح بكسر الصورة النمطية وتغيير الذهنية السائدة، ما يفرض على منظمات المجتمع المدني أن تلعب دوراً جوهريًا في تحفيز النساء على المشاركة في صنع القرار السياسي، وما يتطلبه ذلك من تجاوز للمعوقات التي تحدّ من قدرتها على لعب هذا الدور بشكل فاعل.
WR_HR-Still_3.jpg"إذا هيك المجتمع بيشوفِك، ما تستسلمي.." هي الرسالة التي أرادت "لادي"، من خلال حملتها هذه، أن تتوجه بها الى النساء، بشكل واضح ومباشر؛ رسالة تتضاعف أهميتها حين ندرك أنّ نسبة النساء في البرلمان اللبناني لا تتخطّى الثلاثة بالمئة، علمًا أنّ معظم النساء اللواتي نَعمْنَ بمقعدٍ نيابيّ حصلنَ عليه بفضل "قرابةٍ" مع ذكر راحل من دون أن يؤمّن "وريثاً فوريًا" له، أو حاضر أراد أن "يُكرمَ" النساء المقربات بمقعد يتيم دون أن يترافق ذلك مع تغيير حقيقي في الذهنيات والسلوكيات حتى داخل الإطار السياسي الضيق. من خلال هذه الحملة، أرادت "لادي" أن تضع المجتمع أمام مسؤولياته من جهة، وأن تقول للنساء إنهن شريكات أساسيات في صناعة القرار السياسي في الوطن، بالرغم من كل المعوّقات والصور النمطية التي يواجهنها في حياتهن اليومية.
"بإيدِك غيري الواقع"... فليصل صوت لادي الى نساء لبنان، وليجد الصدى في الاستحقاق الانتخابي المقبل.
شارك عبر
الأكثر شعبية
5
نيسان
2017
ندوة في مدرسة علي بن أبي طالب
7
نيسان
2017
ندوة في مدرسة "ليسيه حناواي"
8
نيسان
2017
لادي تلتقي طلاب مدرسة علي بن أبي طالب
24
نيسان
2017
محاضرة عن النظم الإنتخابية لطلاب المبرات
3
نيسان
2017
لادي في جامعة روح القدس - الكسليك

آخر النشاطات

22
شباط
2021
تقدم الجمعية منصة LMS عن الديمقراطية وحقوق الانسان
24
أيلول
2019
تقييم النّظام الإنتخابيّ المُقترح من قبل كتلة التنمية والتحرير
1
آب
2019
"مطرحك الطبيعي بالقيادة" - إطلاق جدارية لادي
31
تموز
2019
١١ منظمة مدنية تطالب القضاء بالتحرك ضد إهدار الدم: لكي لا يتكرر ما حصل مع مشروع ليلى
17
تموز
2019
مخيم لادي | حقوق الإنسان والجندرة